أوميكرون.. وباء دولي بتداعيات وطنية

هدمت جائحة كورونا الحدود بين الدولي والوطني في صياغة الخبر اعلاميا، اذ أصبح تفاقم الوضع الوبائي في أي جزء من العالم، تتداعى له باقي الأقطار بالسهر والحمى، خاصة مع تحوراته المتعددة. أوميكرون، المتحور الجديد، اخترق كل الحدود بسرعة فائقة وبدون استئذان . 

بدأت أول اصابة بهذا المتحور في 24 نوفمبر 2021 بجنوب إفريقيا ، انتشر بعدها مباشرة وبشكل واسع في مختلف انحاء العالم. و أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية ،بتاريخ 26 نوفمبر 2021 صفة متحور مثير للقلق اسمه أوميكرون. من جهته صرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس ادهنوم غيبريسوس ، أن أوميكرون ينتشر”بوثيرة لم نر مثلها من قبل لدى أي نسخة أخرى ” . كما أضاف خلال المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف ، أن اللقاحات وحدها لن تخرج الدول من هذه الأزمة ، بل ينبغي اتخاذ جميع الاجراءات الاحترازية من تباعد جسدي وارتداء الكمامات وتجنب الأماكن المكتظة والاكثار من غسل اليدين. لكنه ، من جهة أخرى ، أكد أنه على الرغم من سرعة انتشار أوميكرون ، فهو أقل خطورة من سابقيه.

اختلفت الدول ، من جهتها، في تعاملها مع هذا المتحورالجديد ، اذ سارع بعضها الى اغلاق الاجواء كالمغرب وتشديد الاجراءات الاحترازية. وقد قال وزير الصحة، خالد ايت الطالب، ان احتمال حدوث انتكاسة وبائية بالبلاد يظل قائما بالنظر الى ارتفاع عدد الحالات الوبائية. كما اكد الوزير على تسريع عملية التلقيح بالجرعة الثالثة لكل من استكمل أربعة اشهر بعد تلقيه الجرعة الثانية، واكد على ضرورة الالتزام بالتدابير الاحترازية كارتداء الكمامة وغسل اليدين. 

اما الولايات المتحدة الأمريكية فسجلت ارتفاعًا هائلاً في الإصابات في الايام الاخيرة ، ما يقارب 265 الف حالة يوميا.الا انها اختارت عدم اغلاق أجوائها وإعادة فتح الرحلات القادمة من جنوب أفريقيا ، بعد أن أغلقتها سابقا. فالمتحور الجديد يعتبر أقل حدة من المتغيرات السابقة، كما قال مدير المعهد الوطني الأمريكي للأمراض المعدية أنتوني فاوتشي.

لكن يبدو أن معظم الدول متفقة على دعوة مواطنيها الى الاسراع بأخذ الجرعات المعززة ضد انتشار العدوى. مع ذلك يبقى المسار التصاعدي الحاد لعدد المصابين بالمحور الجديد على الصعيد العالمي، ينذر بالضغط على المنظومات الصحية للدول، وتعطيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية من جديد، كما كان عليه الأمر مع دلتا.

وحدت الجائحة العالم حول تداعياتها المقلقة، وجعلت منه قرية صغيرة، يتماهى فيها البعد الدولي بالوطني.