سنة 2021 … وتستمر الحياة

ثورية الداودي

 

أبت جائحة كورونا التي حلت بنا مع مطلع سنة 2020 إلا أن تعمر معنا طوال سنة 2021. نشرت بقسوة أجنحة الموت فوق مجموعة من البيوت، وفرضت ركودا في الحياة الاقتصادية واضطرابا في الحياة الاجتماعية مست الاستقرار في منظومة التعليم، وهزت أركان المنظومة الصحية .

لكن كما قيل قديما، إن إرادة الحياة تنتصر في النهاية على الموت، إذ حبلت السنة التي نودعها اليوم بأحداث تشع بالحياة والامل.

انتخابات 8 سبتمبر 2021

جاءت هذه الانتخابات في ظروف استثنائية فرضها تفشي وباء كورونا وفي ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.

أسفرت النتائج النهائية لهذه الانتخابات عن خسارة كبيرة لحزب العدالة والتنمية التي قادت تجربتين حكوميتين. كما اسفرت عن فوز حزب التجمع الوطني للأحرار باكبر عدد من الاصوات. وتم تشكيل الحكومة الجديدة من حزب التجمع الوطني للأحرار، حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال.

وباء كورونا والنشاط الاقتصادي

 في الوقت الذي أدى الوباء وحالة الطواريء الصحية والاجراءات الاحترازية المصاحبة له، الى انكماش النشاط الاقتصادي لقطاعات كانت حيوية الى ذلك الحين، كالسياحة والمبادلات التجارية، تمكن الاقتصاد المغربي من ايجاد بدائل جديدة أنعشت دورته العادية، من قبيل صناعات السيارات والطاقات المتجددة … 

  التعليم عن بعد

  لا أحد يجادل في أن تحويل التعليم في كل أسلاكه الى التعليم عن بعد، في غياب بنيات تكنولوجية وطاقم بشري مؤهلين، أدى الى تدهور المستوى التعليمي، مما أعاد الى واجهة النقاش اشكالية اصلاح التعليم ودور المدرسة العمومية، لكن ذلك لم يمنع من تألق تلاميذ وطلاب المدرسة العمومية المغربية في المحافل الدولية ( مسابقات القراءة، حصول طالب مصاب بالتوحد على شهادة الدكتوراه، استقبال طلاب مغاربة في مركز الابحاث الفضائية نازا بالولايات المتحدة الامريكية. 

 المنظومة الصحية

 عانت المنظومة الصحية خلال الجائحة من ضغط كبير، كشف هشاشتها وافتقارها الى البنيات الأساسية لمواجهة الكوارث المحتملة ، ولمواجهة الوباء تمكنت وزارة الصحة من تعميم اللقاح وبناء مستشفيات ميدانية، وتوفير مواد التعقيم والكمامات بكميات وافرة.

 ازمة حادة مع الجزائر

 ظل المغرب يواجه مختلف التحرشات الجزائرية عبر افتعال أزمة معبر الكركرات ودفع البوليساريو لخرق وقف اطلاق النار، لكن بالمقابل توفقت الديبلوماسية المغربية في فتح عدد من القنصليات بمدينة الداخلة، واستصدار موقف أمريكي داعم لمغربية الصحراء.

 ودعنا ليلة امس سنة حافلة بالخيبات، لكنها حافلة أيضا بالامل، نتمنى أن تحولها السنة الجديدة الى شعلة تدفيء الحياة الاقتصادية والاجتماعية لعموم المغاربة.

                                     

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications