صدفة غريبة.. ميسي خرج من برشلونة كما غادرها مواطنه مارادونا

ليونيل ميسي

ما 5 تيفي – الدار البيضاء /  حمزة بصير

يظهر جليا أن سيناريو خروج الأسطورة الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا،  تكرر مع مواطنه ليونيل ميسي، بالرغم من اختلاف الأزمنة وقادة إدارة فريق برشلونة بين الأمس واليوم.

قبل تولي خوان لابورتا منصب رئاسة “لبلوغرانا”، أكد الأخير على أن أبرز أهدافه استمرار ميسي مع النادي، للعودة بقوة لمنصات التتويج، لكن هذا الكلام سرعان  ذهب أدراج الرياح.

كان لابورتا قبل توليه قيادة النادي “الكتالوني” يعلم بإلزامية احترام قيود الاتحاد الإسباني لكرة القدم، الخاصة بقواعد اللعب النظيف المالي، لكنه في حملته الانتخابية كان يشير إلى أن  كل شيء جاهزة لتجديد العقد لمدة عامين.

خلال المؤتمر الصحفي، الذي عُقد لتوديع ميسي، قال الأخير كلمة مهمة مفادها، أنه كان يتمنى وداع الفريق بشكل وكيفية أفضل من هاته التي خرج بها، وهو ما يبرز أن هناك أمور خفية قد تنكشف مع الوقت.

وقال لابورتا في المؤتمر الصحفي، إن رقم أجور اللاعبين يمثل 110 في المائة من دخل النادي، وهو ما يبرز أن الرجل كان يريد الوصول الرئاسة على حساب اسم ميسي فقط، وأنه كان يعلم أن التجديد مع “البرغوث” لن يتم، بالرغم من عرض الأخير تقليص راتبه بنسبة 50 في المائة.

أجمع البرشلونيين على أن خروج ميسي بهذا الشكل وهو في قمة العطاء لم يكن مثاليا، وأن لابورتا خان الجماهير، وقدم هدية لريال مدريد في إمكانية ضم الفرنسي كيليان مبابي، بعد أن تعاقد ليو مع باريس سان جيرمان.

نهاية ميسي مع برشلونة بعد قضائه أكثرما يقارب 21 عامًا، تشبه قصة مغادرة مواطنه الراحل مارادونا لـ “البلوغرانا”، حيث قضى دييغو 700 يوم  بالتمام مع الفريق، بعد أن قدم إليه من صفوف بوكا جونيورز في صفقة حطمت كل الأرقام وقتها ببلوغها 7.6 مليون دولار، وهو رقم قياسي في ذلك الوقت، متمكنا من الفوز بثلاثة ألقاب (كأس الملك والدوري المحلي وكأس السوبر الإسباني)، وسجل 45 هدفًا في 75 مباراة خاضها، لكنه عاش علاقة مرهقة مع الرئيس خوسيه لويس نونيز، الذي لم يعرف كيفية التعامل مع شخصية “الطفل الذهبي”.

ففي أحد الأيام، دعا اللاعب الألماني بول برايتنر نظيره مارادونا إلى مباراة تكريمه في ميونيخ، وذلك قبل أربعة أيام من نهائي كأس الملك ضد ريال مدريد، لكن إدارة برشلونة رفضت الأمر، ومنعته من السفر محتفظة بجوازه، ليرفض بعد ذلك الرئيس خوسيه لويس نونيز استقباله، فثار غضب دييغو الذي قام بتدمير كأس تيريزا هيريرا وهدد برمي باقي الألقاب الموجودة في غرفة الجوائز.

وواصل مارادونا تهديداته في حالة لم يعطوه جواز سفره، إلى أن تم تلبية طلبه بإعادة الأخير له، لكن لم تسمح له الإدارة بالمشاركة في تلك المباراة التكريمية.

هذه الأمور وغيرها دفعت دييغو للطلب من  نونيز بيعه، لكنه لم يلقى أي جواب، وحين ظن أن الأمور عادت لمجاريها، استبعد “المعبود” من التشكيلة الأساسية وصار احتياطيا خلال المباريات الأخيرة سنة 1984.

وبالرغم من أن خوان غاسبارت، نائب الرئيس في ذلك الوقت، عرض التجديد على مارادونا؛ لكن الرئيس كان ضد هذا القرار، واستغل الأخير رغبة نابولي في التعاقد مع “الفتى الذهبي”، والتي انتهت بدفع فريق الجنوب الإيطالي لـ 7 ملايين ونصف المليون دولار.

وبخصوص ذلك، قال  مارادونا أن إدارة برشلونة جعلته يرغب في المغادرة، بعد تشكيكها في قدراته بأساليب مختلفة.

وقبل رحيل مارادونا عن عالمنا في دجنبر الماضي، قال في نصيحة لميسي في وقت سابق، ألا يفعل نفس خطئه مع برشلونة الذي لا يحترم نجومه، ولا تجعلهم يغادرون ملعب “الكامب نو” بالطريقة التي تليق بهم، معطيا المثال بريفالدو، ورونالدو، وروماريو، وفيغو، مبرزا أن الخاسر دوما هي جماهير الفريق.

نجح مارادونا بعد توجهه نحو نابولي بفرض  نفسه والتألق بشكل غير مسبوق، صانعا الأمجاد بالكرة الإيطالية وجاعلا إدارة برشلونة تعض أصابع يديها على التفريط فيه، وتندم على التنازل عنه بتلك السهولة، ليتكرر الأمر اليوم مع ليو، الذي قد يقود باريس سان جيرمان نحو تحقيق حلمه بدوري الأبطال، ليتأكد أن إدارة “البلوغرانا” ثرت العنجهية وسوء التعامل مع نجوم الفريق.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications