تاج الدين الحسيني: الخطاب الملكي أكد على أن المغرب ماض في طريقه بالرغم من كل الاستفزازات والمؤامرات

تاج الدين الحسيني

ما 5 تيفي – الدار البيضاء

حمزة بصير

ترك خطاب الملك محمد السادس، يوم أمس الجمعة، الموجهة للأمة بمناسبة الذكرى 68 لثورة الملك والشعب، أثرا كبيرا على المستويين الإقليمي والدولي، بعد تطرقه للتطورات والمؤامرات التي تعرضت لها المملكة ومؤسساتها من أطراف خارجية.

واستخدم الخطاب الملكي لغة مباشرة، تم من خلالها الكشف عن حقيقة وأسباب الاتهامات الجزافية والمؤامرات التي تعرض لها المغرب خلال الفترة الماضية، وعن الكيانات والدول التي تقف خلفها، مبرزا في الوقت ذاته خطط المملكة واستراتيجياتها المستقبلية.

وهو ما لقي استحسانا من دول أوروبية عديدة، إذ بادر بيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا لشكر الملك محمد السادس، والاثناء على العلاقة التاريخية بين مدريد والرباط.

وفي تصريح لقناة “ما 5 تيفي”،  قال محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الخطاب الملكي ركز على مستويين فيما يخص علاقات الرباط الخارجية، وما يرتبط بذلك من تطورات في الأحداث خلال الظرفية الأخيرة. 

وأبرز  الحسيني أن المستوى الأول تمثل في الأخذ بالعلم العلاقة المتشنجة مع الجارة الجزائر، لا سيما بعد عقد اجتماع مجلسها الأعلى للأمن، وتوجيه اتهامات للمملكة فيما يخص دعم الحركات المطالبة بالاستقلال والمعارضة للنظام، والوقوف وراء الحرائق التي شهدتها الولايات الجزائرية. 

وحسب قول المتحدث ذاته، فإن ذلك يضاف إلى عدم تجاوب الجزائر مع سياسة اليد الممدودة التي أكد عليها الملك محمد السادس في خطابه لعيد العرش الأخير، بفتح الحدود وغلق ملف الخلافات، وبالأمس القريب عدم التفاعل أيضا مع طرح المساعدات على الجارة الشرقية لإخماد الحرائق.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن الملك في خطابه، أخذ بما سبق ذكره وأثبت أنه بالرغم من كل المناورات والمؤامرات ووسائل الاستفزاز المستخدمة من طرف نظام الجزائر وغيره، ماضٍ في طريقه دون الالتفات للخلف. 

وأشار الحسيني إلى أن الملك شدد على أهمية الجوار الإقليمي ورفض التضحية به، وأكد على ضرورة قيام المغرب العربي الكبير، كونها رغبة شعوب البلدان الخمس. 

وفيما يخص المستوى الثاني، يعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الملك حدد بشكل دقيق العلاقات القائمة اليوم بين المملكة وجيرانه بدول البحر الأبيض المتوسط، إذ كشف عن انتهاء الأزمة مع إسبانيا، وفتح صفحة جديدة تطلب بلوغها الإشراف الملكي المباشر، حتى لا يقع البلدين مرة أخرى في نفس الإشكاليات. 

وأضاف الحسيني، أن الخطاب الملكي أشار لوضع عناصر حمائية للعلاقة القائمة بين الرباط ومدريد من خلال المفاوضات التي قادها الملك بنفسه، وهو ما يؤكد أن هناك أجندة أو خارطة طريق لحماية العلاقات المغربية الاسبانية في المستقبل من أي تدهور كما وقع خلال الأسابيع الماضية.

وشدد أستاذ العلاقات الدولية، على أن الملك كشف أن العلاقة مع إسبانيا، ستخضع لثلاثة عناصر أساسية، وهي مسألة الثقة، والاحترام المتبادل بين الطرفين، والتقيد بالالتزامات التي يتعهد بها الجانبين تجاه بعضهما. 

وأكد الحسيني أن اللمك أشاد بالعلاقات التاريخية للمملكة التي تتطور مع كل من إسبانيا وفرنسا، ذاكرا بالاسم رئيسي البلدين بيدرو سانشيز وإيمانويل ماكرون على التوالي، مشيرا إلى أن ذلك ارتبط بالتذكير على أن المملكة ماضية قدما في طريقها، ومستعدة لإقامة التحالفات مع أصدقائها التقليديين.

وتابع أستاذ القانون الدولي، أن أهداف المغرب الأساسية هي بلوغ التنمية في الداخل والسلوك الديمقراطي السليم، وترسيخ سيادة المكانة التي تعطيها المملكة أهمية كبرى سواءً في فضائه الإقليمي المحدود أو القاري أو على المستوى الدولي.

تابعنا على Google news
شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ما 5 تيفي نود أن نعرض لك إشعارات بأهم الأخبار والتحديثات!
Dismiss
Allow Notifications