كشفت تقارير صحفية إسبانية، عن أن المغرب يحضر مفاجأة غير سارة لمدريد خلال الفترة المقبلة.
وذكرت صحيفة “إل إسبانيول” الإسبانية، أن المغرب لا يترك شيئا للصدفة، بعمله على إحداث منطقة صناعية وتجارية كبرى متاخمة للحدود مع كل من مليلية وسبتة المحتلتين.
وأبرزت الصحيفة أن المملكة تعمل على تهيئة منطقة صناعية بتطوان ستكون متاخمة لسبتة، والتي ستكون جاهزة اعتبارًا من أبريل المقبل، متسائلة، لماذا هذا التاريخ؟
وأجابت على هذا السؤال بالقول: “لأن الرباط خططت بالفعل لفتح الحدود البرية مع سبتة ومليلية اعتبارًا من مارس 2022”.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذه المنطقة التجارية، التي طورتها شركة “ميناء طنجة المتوسط”، على الطريق بين تطوان والمضيق، بالقرب من منطقة “كابو نيغرو” (الرأس الأسود) الساحلية الفاخرة، مبرزة أن الهدف هو تحويل المنطقة إلى منطقة جذب تجارية وتلبية طلب السياح.
واعتبرت الصحيفة الإسبانية، أن الرباط تضع اللمسات الأخيرة على خطة تنمية صناعية وسياحية في جهة طنجة تطوان الحسيمة مثل تلك الموجودة في شمال شرق البلاد، في منطقة الناظور، على الحدود مع مليلية، التي تقوم بتنفيذه شركة “مارتشيكا ميد”، مبرزة أن ميناء الناظور المتوسط، الذي أوشك على الانتهاء، سيكون من أهم المشاريع التي أشرف عليها جلالة الملك محمد السادس في العقد الأخير.
ووفق الصحيفة، فإن مجمع طنجة الصناعية، الذي تم تشييده مؤخرا على مساحة 70 هكتارًا وسيشمل أنشطة تجارية ومطاعم ومناطق ترفيهية وملاعب ومشروع منفذ، والذي من المقرر أن ينتهي الجزء الأول منه ويفتح للجمهور في الربيع القادم، من المرتقب أن يوظف مواطني المنطقة المتأثرين بإغلاق المعبر الحدودي وإنهاء تجارة “التهريب المعيشي”.
وأضافت أن “أول علامة تجارية دولية سيتم تثبيتها هناك هي الشركة متعددة الجنسيات والرائدة في قطاع الأثاث “إيكيا” (Ikea)، والتي ستخلق 500 وظيفة مباشرة وألف وظيفة غير مباشرة، وفقًا للمعلومات التي قدمتها الشركة السويدية، ومن المقرر افتتاحه في صيف 2022.
مشيرة إلى أن هذا المتجر سيشغل أكثر من ثلاثة هكتارات وسيحتوي على مساحة عرض خارجية فريدة من نوعها لـ “إيكيا” في العالم، على شكل سقف زجاجي بمساحة 500 متر مربع، والذي سيضم مجموعة من الأثاث الخارجي على مدار العام.
وقالت الشركة السويدية في بيان لها، إن “افتتاح هذا المتجر الجديد يمثل استثمارا يقارب 400 مليون درهم (أقل بقليل من 40 مليون أورو)، مما سيعزز بلا شك اقتصاد المنطقة الشمالية من المغرب”.
متابعة أن سلسلة دولية أخرى افتتحت للتو متجرها العاشر في طنجة هي “Virgin Megastore” الأمريكية، وهي متخصصة في منتجات التكنولوجيا الفائقة والثقافة والترفيه، ويبلغ استثمار هذا المشروع الجديد 8.6 مليون درهم (أكثر من 800 ألف يورو)، وخلق 46 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وفي وقت سابق، قال جعفر مغادري، المدير العام للمنطقة الصناعية طنجة المتوسط، إن “الرؤية الإستراتيجية للملك محمد السادس لإنشاء ميناء ومنصة صناعية في مضيق جبل طارق كانت مفيدة في جذب المشغلين الوطنيين والدوليين المشهورين وتعزيز نظام بيئي صناعي ولوجستي متنوع”.
وأضاف المتحدث ذاته، أن “الموقع التنافسي لمنصة طنجة المتوسط الصناعية سيعزز إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية، ولا سيما في المنطقة الأورو-متوسطية بهدف فترة ما بعد كوفيد-19”.
ولفتت الصحيفة الانتباه، إلى أن وفدا من رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين وصل إلى منطقة جهة طنجة-تطوان-الحسيمة نهاية شهر نونبر الماضي لاستكشاف فرص الاستثمار، والذين يديرون شركات متخصصة في المواد الغذائية ومستحضرات التجميل والرياضة والسياحة والضيافة.
كما أكدت على الدور الصيني والسعودي بهذه المشاريع في مناطق الشمال المغربي، مذكرة بأن بكين حاضرة بقوة في مشروع الملك محمد السادس طنجة للتكنولوجيا، وهو عبارة عن مدينة صناعية حديثة ومستقبلية وصديقة للبيئة، مرتبطة بالتقنيات الحديثة، تتواجد بمنطقة عين الدالية، الواقعة بضواحي طنجة.
وأوضحت “إل إسبانيول” أنه مع استئناف العلاقات الدبلوماسية وإطلاق خطوط جوية مباشرة بين إسرائيل والمغرب، تستعد المغرب لاستقبال المزيد من الزوار والسياح الإسرائيليين، مشيرة إلى أن المرشدين السياحيين في طنجة بدؤوا بتعلم العبرية.
كما أن هناك أيضا رجال الأعمال من سبتة الذين عرض عليهم المغرب أراض ومستودعات في المنطقة الحرة التي يتم بناؤها في منطقة “كاستييخو” بمدينة الفنيدق، على بعد كيلومترين فقط من المعبر الحدودي “تراجال”، وبذلك ينتهي تهريب المنتجات.
